کد مطلب:240984 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:123

عممنا الناس بالدین
روی الشیخ الصدوق استدلال الرضا علیه السلام بآی من القرآن الكریم علی فضل الآل و الفرق بینهم و بین الأمة و هی اثنتا عشرة آیة بحثنا عنها فراجع. [1] قال علیه السلام:

«و أما الحادیة عشرة فقول الله عزوجل فی سورة المؤمن حكایة عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: «و قال رجل مؤمن من آل فرعون یكتم إیمانه أتقتلون رجلا أن یقول ربی الله و قد جاءكم بالبینت من ربكم» إلی تمام الآیة. [2] فكان ابن خال فرعون فنسبه إلی فرعون بنسبه و لم یضفه إلیه بدینه و كذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله - صلی الله علیه و آله - بولادتنامنه و عممنا الناس بالدین فهذا فرق بین الآل و الأمة فهذه الحادیة عشرة». [3] .

النسبة بین المنسوب و المنتسب إلیه لاتنسلخ بعد ثبوتها إلا بالتقدیر و الفرض كالبنوة و الأبوة المتضائفتین فلا تقبل الرفع كما لاتقبل الوضع بعد الثبوت فی الأول و عدمه فی الثانی و علیه بنی الإمام علیه السلام قوله: «فنسبه إلی فرعون بنسبه»، و قوله علیه السلام: «بولادتنا منه» أی النسبة النسبیة لاتقبل الرفع لأجل التخصیص الثابت مهما كان نوعها من بیت النبوة أو غیرها.

قال الرضا علیه السلام: «و عممنا الناس بالدین»؛ لعلمهم بأن أهل البیت الأئمة الذین هو ثامنهم علیهم السلام هم أول الدین و آخره و أصله و معدنه و مأواه و منتهاه، و بما أن مؤمن آل فرعون منفصل عن فرعون فی الدین و الإیمان قال تعالی: «یكتم إیمانه» تنصیصا بأن الرجل لاعلاقة بینه و بین فرعون سوی أنه من اله و ابن خاله و منفصل عنه



[ صفحه 340]



فی الدین ففی المقام تخصیص نسبی من بیت رفیع لاأرفع منه و هو بیت النبوة و معدن الوحی و الرسالة، و من بیت وضیع سافل لاأسفل منه و هو فرعون الطاغیة الجهول، و الآیة تنص علی المقارنه بین النسب و الدین و القیاس المطرد فی الكل بلا تخصیص بإنسان دون إنسان شریف أو وضیع، شأن آیات القرآن لاتقصر علی قوم أو فرد خاص إلا ما اخرج بالدلیل. و قد روی عن الصادق علیه السلام: «و لو كانت إذا نزلت آیة علی رجل ثم مات ذلك الرجل: ماتت الآیة، لمات الكتاب، و لكنه حی یجری فیمن بقی كما جری فیمن مضی». [4] نعم لهم علیهم السلام تصاریف و وجوه؛ لأنهم أهل القرآن الكریم، و فی باقری «إنما یعرف القرآن من خوطب به». [5] .

- و فی أبیاتهم نزل الكتاب - [6] .



[ صفحه 341]




[1] حرف الهمزة مع النون، و الهمزة مع الواو، و الهمزة مع الياء، و الجيم مع العين، و الخاء مع الصاد، و الذال مع الكاف، و السين مع اللام، و الفاء مع الضاد، و الكاف مع اللام.

[2] غافر: 28.

[3] عيون أخبار الرضا 188 - 187/1.

[4] مقدمة تفسير البرهان: 5.

[5] الوسائل 136:18.

[6] الغدير 25:4. من قصيدة بائية عصماء للناشي الصغير المتوفي 365.